Tuesday, November 30, 2010

ويكيليكس: مبارك قال للأمريكيين انسوا الديمقراطية في العراق

مبارك والمالكي في القاهرة

مبارك قال إن بلاده عرضت تدريب القوات العراقية
كشفت الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس على الانترنت عن بعض المراسلات حول اتصالات وحوارات جرت بين القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس حسني مبارك ونجله جمال مبارك ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان وبعض المسؤولين والدبلوماسيين الامريكيين خلال العامين الماضيين.
وتتناول هذه البرقيات آراء مصرية حول التعامل مع عدد من القضايا أبرزها ايران والعراق والقضية الفلسطينية.
و كشفت المراسلات عن فحوى تصريحات تعود إلى شهر مايو/آيار 2008 حين التقى الرئيس مبارك ونجله جمال واللواء سليمان عددا من نواب الكونجرس الأمريكيين على هامش اجتمعات المنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ.
كما تكشف عن تصريحات أخرى لمبارك خلال اجتماع مع السيناتور الأمريكي جون كيري والسفير الأمريكي في القاهرة في يوليو/تموز 2008.
وفي الملف العراقي قال الرئيس المصري بحسب إحدى البرقيات إنه نصح ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق بعدم غزو العراق.
لكن الرئيس المصري رد حين سئل عن وضع جدول زمني للانسحاب الأمريكي "لايمكنكم الانسحاب".
ونصح مبارك الأمريكيين بدعم القوات المسلحة العراقية "ما سيؤدي إلى حصول انقلاب عسكري يأتي بديكتاتور لكنه ديكتاتور عادل".
ومضى الرئيس المصري قائلا بحسب إحدى المراسلات" انسوا الديمقراطية.... العراقيون قساة بالفطرة".
وحين سئل عن رأيه في رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال مبارك" لقد جاء إلى القاهرة وأعطيته رقم هاتفي لكنه لم يتصل بنا".
وأضاف أن مصر عرضت استضافة وتدريب القوات العراقية لكن العراقيين لم يردوا على هذا العرض.
إيران
وحذر مبارك واشنطن من ايران واتهمها بـ"الكذب الدائم من أجل خدمة هدف أكبر" مضيفا أن "مصر قد تضطر لبدء برنامج نووي تسلحي لو نجحت ايران في برنامجها النووي الذي اعتبر أنه يسبب له وللجميع حالة من الرعب".
و نسبت إحدى البرقيات إلى الرئيس المصري قوله في إحدى البرقيات إنه أبلغ الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بأن ينصح خلفه محمود احمدي نجاد بألا يستفز الأمريكيين.
واعتبر مبارك أنه نتيجة الغزو الأمريكي للعراق وسعت إيران نفوذها في كل مكان.

جمال مبارك

جمال مبارك
قال حول القضية الفلسطينية الاسرائيلية "نحن نسابق الزمن"
وعلى هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بشرم الشيخ عام 2008 التقى عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي بجمال مبارك نجل الرئيس المصري ورئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم.
وقد قال جمال مبارك خلال اللقاء " إن خطوط المعركة أصبحت أكثر وضوحا لمصر عما كانت عليه من قبل" وذلك فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية. وأضاف إن المنطقة " لن تدرك امكانياتها كاملة طالما استمرت المشاكل السياسية الجغرافية".

وفي ما يتعلق بالقضية الاسرائيلية الفلسطينية على وجه التحديد قال جمال مبارك " نحن نسابق الزمن". ودعا جمال الى التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة ومصر والمجتمع الدولي لتحسين الظروف المعيشية اليومية للفلسطينيين و التوصل الى اطار لاتفاقية نهائية تضع الحدود على رأس الاولويات.
ووصف جمال مبارك القضايا الاقليمية الاخرى مثل ايران ولبنان بأنها " أكثر تعقيدا" قائلا " الصورة ليست وردية".
وردا على سؤال طرحه النائب بيرد بشأن جهود منظمة يو اس ايد للحفاظ على الشعب المرجانية في البحر الاحمر، اتفق بأنها قضية هامة.
وردا على سؤال للنائب شايس عن رأيه حول الرئيس السوري بشار الاسد، أجاب بأنه " يتفهم العالم أفضل من والده". غير أنه أعرب عن مخاوفه من أن الانفتاح السياسي أو الاقتصادي قد يؤدي الى فقد السيطرة.
ومن جانبه طالب النائب هارمان مصر ببذل مزيد من الجهد لوقف عمليات التهريب الى غزة عبر الانفاق الحدودية مقترحا تشييد حواجز طرق على بعد عدة أميال قبل الحدود.
ورد جمال مبارك قائلا إن مشكلة الحدود تمثل " قلقا مشتركا" وإن مصر تبذل قصارى جهدها لمواجهة عمليات التهريب.
وحول سؤال للمبعوث فورتنبري حول كيفية وقف البرنامج النووي الايراني، أجاب جمال مبارك بأن مصر والمملكة العربية السعودية والاردن هم الدول ذات " الثقل" التي يمكنها ردع ايران غير انه دعا الى التحرك على الصعيد الاسرائيلي الفلسطيني للتخلص مما قد تتخذه ايران ذريعة.
عمر سليمان
عمر سليمان
تحدث سليمان مع الأمريكيين عن دور مصر في عملية السلام
أما مدير المخابرات المصرية عمر سليمان فنسبت إليه المراسلات قوله إن بلاده حذرت إيران من التدخل في الشؤون الداخلية لمصر وعواقب دعم حركات إسلامية في المنطقة مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحركة حماس الفلسطينية.
واوضح أن مصر تلقت ردا ايجابيا للغاية من رئيس المخابرات الايرانية الذي تعهد له بعد التدخل في شؤون مصر.
وقال سليمان إن بلاده ستستمر في تجنيد العملاء داخل ايران الذين سينفذون ما يطلب منهم اذا ما اصرت ايران على التدخل في شؤون مصر على حد وصفه.
وأوضح أيضا أنه لو كان الرئيس أحمدي نجاد قد حضر قمة دول عدم الانحياز التي عقدت في شرم الشيخ في يوليو/تموز 2009، كان الرئيس مبارك سيلتقي به ويؤكد له ضرورة توقف طهران عن التدخل في الشان الداخلي للدول العربية.
ورأى سليمان خلال لقاء مع الجنرال ديفيد بتريوس في يوليو/ تموز 2009 بعد الانتخابات الايرانية أن التحدي يتمثل في إعادة العراق إلى العالم العربي وحشد التأييد لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
وأضاف عمر سليمان أن الرئيس مبارك طلب من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز ألا يبحث عن بديل للمالكي وأن يقبل به ويدعمه كزعيم للعراق.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والمصالحة الداخلية قال مدير المخابرات المصرية للجنرال بتريوس إن لمصر ثلاثة اهداف رئيسة في التعامل مع الفلسطينيين وهي الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة، وتقويض حركة حماس، وبناء دعم شعبي للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأوضح أن إضعاف حماس يتم من خلال وقف تهريب الاسلحة والاموال لها، ما سيؤدي إلى جعلها اكثر مرونة عن ذي قبل.
وفي الشأن اللبناني والسوري، وقبل اسبوع من توقيع اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين، قال عمر سليمان إن سورية تسعى للتوصل إلى اتفاق مع اسرائيل والولايات المتحدة بشأن إعادة مرتفعات الجولان وإلغاء المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري مقابل الحد من تدخلها في الشأن اللبناني.
وفيما يتعلق بالانتقادات الأمريكية لملف حقوق الإنسان في مصر اكد مبارك على العلاقات الجيدة مع واشنطن لكنه قال إن الإدارة الأمريكية لا تتلقى المعلومات الصحيحة مضيفا " أنا صبور بطبعي".